kolonagaza5
بقلم د.يوسف الحاضري
Alhadree_yusef@hotmail.com
- عندما يكون عدوك من أمامك وواضح وله تاريخ عدائي معروف ومعلوم للجميع (مثال على ذلك اليهود) فإن أمر معرفتهم و مكافحتهم ومجابتهم والوقوف أمامهم سهل جدا ,,, غير أن المصيبة عندما يكون عدوك من خلفك ومن داخل بيتك ومن مجتمعك وبلسانك وقلبك ومعتقدك وفكرك فهنا تكمن المصيبة والإستحالة في مكافحته ومقاومته وقتاله والجهاد ضدة ,,, هذه أهون مقدمة يمكن أن أستهل بها مقالتي ضمن هذا العدو الصاحب المنبثق من داخل مجتمعي ومن بين أضلعي ويمس أهلي ومعتقدي وعروبتي وينشر التبشير الفكري والديني الغربي المناهض للدين الإسلامي والعادات والتقاليد العربية والمجتمعية المتوافقة مع الروح الدينية الحنيفة وهذا العدو يُطلق عليها (قنوات تلفزيونية عربية ) ,,, أصحابها عرب مسلمون ,,, والقائمون عليها عرب مسلمون ,,, ونطاق تغطيتها الوطن العربي ,,, والمتلقي لها عرب أيضا ,,,حتى أن التنافس فيها أشتد على آخرة في جلب أكبر نسبة مشاهدين ومن ثم ما يتبعه من إعلانات تجارية (التي أحتلت كل جزئيات البرامج ) ,,, ولأن الحديث طال وطال في مواضيع عده عن التحليل والتحريم والتشخيص والبرامج الهادفة والتجارية والمستخفة بالعقول والراقية لها فسأتناول في حديثي هنا عن قنوات عربية إسلامية يملكها إسلاميين (بغض النظر عن إنتماءاتهم ) يسعون بكل ما أوتوا بقوة من خلال هذه القنوات لهدم ما تبقى من قيم دينية وأفكار مجتمعية وعادات وتقاليد أصيلة متأصلة ومتجذرة في قلوبنا وقلوب آباءنا الأولين وأبناءنا القادمين من خلال وضع يدها مع أيدي القنوات العالمية وسينماء هوليوود والأفكار الإعلامية المضللة الأخرى من خلال توجية عقول المشاهدين وقلوبهم إلى قضايا وأفكار محددة والتركيز عليها والإستمرار في بثها تارة وإثارة ضجة تارة أخرى (ليتم لفت الإنتباه إليها ) وتارة أخرى من خلال إظهارها بمظهر مقنع وملفت ورائع وبريء .
- قنوات الMBC's منها الأفلام ومنها الأخبار ومنها البرامج التي تُبث في المحيط الأمريكي فقط وفقا لثقافتة هذه الدولة ومنها الأطفال وغير ذلك ,,, فقنوات الأفلام يتم بث فيها معظم أفلام هوليوود (بإستثناء الأفلام الإباحية الظاهرة جدا ) وبلا تنقيح أو مراقبة أو مراجعة والكل يعلم تمام العلم أن الفكر الأمريكي الظاهر (الصهيوني الباطن) يرتكز بشكل كبير جدا على الإعلام بجميع مكوناته فوجدنا في أفلام هذه القنوات العربية كيف يتم تقديس الصليب (وفقا للفكر الديني الصليبي ) ولا يخلو فيلم أجنبي يتم عرضه إلا وعلامة التثليث وفق الديانة المحرفة المسيحية تظهر لنا أكثر من مره عوضا عن التعامل مع الكنيسة النصرانية وكيف يتم إظهار دورها كمخلص للبشرية وللعامة وبأنها فقط أمل كل من ليس له أمل ومن يتمرغ في الألم ,,, وكيف يقاوم القسيس الشر الكامن في الحياة في رسالة إعلامية تبشيرية تدخل إلى كل بيت ويشاهدها كل فرد دون تمييز في الجنس أو العمر أو الثقافة ,,, ومن بعدها كيف تأتي لنا أفكار يتم نشرها بالتعاون مع قنواتنا ونشاهدها بأموالنا ونتفاعل معها وبها ولعل أخطر هذه الثقافات والتي أصبحت متعمقة في بعض بلداننا العربية وسطحية في بعضها الآخر ( البوي فرند والقير فرند ) وكيف تم تزيينها وتبسيطها من قبل هذه القنوات والتي تظهر لنا أن هذه علاقات رائعة وسمة من سمات المجتمعات المتحضرة وأنه لا ضير فيها مادام هناك ثقة بين الجنسين بعد أن جعلوا هذه العلاقات ندا للعلاقة الشرعية (حتى وإن عكسوا ثقافة غربية) ولكن هذه الثقافات تجذرت في نفوس وقلوب وعقول أبناء العرب والمسلمين ,,, ولا ننسى دور هذه الباقة العربية في عكس صورة ضبابية عن الإسلام والمسلمين ومن باب دفاعها عن الإسلام والمسلمين من خلال إعلاناتهم الدائمة (أنا مسلم ,,, أنا ضد الإرهاب) كون المتعمق في هذا الإعلان (كتابة وتمثيلا) يجد أنه يظهر للجميع أن المسلم هو الإرهابي لأنه يحاول أن يلصق هذه التهمة من خلال إعلان يظهر فيه رجل مسلم ملتحي وفي شوارع عربية إسلامية يغرر بالآخرين كي يكونون إرهابيين مما يظهر للجميع أن مصدر الإرهاب الشوارع العربية والشباب العربي المسلم ثم يختمها بالجملة السابقة الذكر ,,, بيد أننما لم نسمع في حياتنا التلفزيونية مثلا شعار يربط فيه اليهودية أو المسيحية بالإرهاب رغم أن أرباب هذه الديانات هم من صنع الإرهاب وصدره إلى العالم أجمع وبشهادة الجميع ,,, فمن جهة يظهرون الديانات المحرفة خاصة النصرانية في ثوب الديانة المخلصة والرائعة والملهمة ومن جهة أخرى يظهرون الإسلام في ثوب الإرهاب والرجعي والمتطرف والمتخلف ,,, وقد يقول قائل هم أحرار بما تنتجه السينما الخارجية وهذا سلاحهم ويجب أن نقاومهم بعيدا عن لومهم بما ينتجونه ,,, ولأن هذا الطرح صائب ولكنني أنتقد أرباب الإعلام العربي ومالكي القنوات الكبرى ممن يقول أنا عربي وأنا مسلم لبثه هذه الأفلام والبرامج التفلزيونية الأمريكية في وسط مجتمعنا مما يقودنا إلى إنحطاط ديني وأخلاقي وثقافي ومجتمعي وبأموالنا ولكم أن تتابعوا قناة (MBC2 – FOXMOVIES-TOPMPVIES-ONETV-MBC ACTION) وغيرهن ممن أحتللن مواقع كبيرة جدا في حياتنا اليومية ,,, والأمر يتعدى حتى المسائل التبشيرية والأخلاقية إلى إحتلال الفكر ليمهد لنا إحتلال الأرضمن خلال بث أفلام يوضح فيه أن الجيش الأمريكي على مر عصورة جيش محرر للأوطان وبأنه جيش تم صناعته لحماية العالم وبأن حروبه في فيتنام والصومال وأفغانستان والعراق حروب تحريرية للشعوب وبأنهم مظلومين في أحيانا كثيرة من خلال الأثارة والخيال التي تلازم كل فيلم من افلامهم .
- وإذا تجاوزنا مواضيع الأفلام وبحثنا في مواضيع البرامج التلفزيونية في هذه القنوات وقنوات أخرى (MBC4- ROTANA GROUPS ) وغيرهن سنجد أن هذه القنوات أمتهن إثارة الفتن النفسية والجنسية في أوساط المجتمعات فقناة عربية مثل MBC4 مثلا تعرض لنا برنامج فيه من الفضايح ما يستحي الأنسان من أن يقرأها فما بالك من سماعها او النظر إليها وحيدا أو مع أفراد أسرته ولأني لا أذكر هذا البرنامج فسأذكر مواصفاته والذي فيه يعرضون أحد الأشخاص يتم فضحه على الملأ من خلال ما أقترفة من فواحش فمنهم من يعترف للجميع أنه مارس الجنس عشرات المرات مع عدد من النساء بعيدا كل البعد عن العلاقة الشرعية وأخرى تقول نفس ما قاله الأول من خلال التعرف على شباب كثير ونجد الحضور يتفاعل مع مصداقيتهم وطيبتهم المصطنعة ويصفقون لهم (كتشجيع لشجاعتهم ) والعالم العربي المتبلد أمام الشاشات منهم من يستنكر الأمر ولكنه مازال مشاهد وينصت لهذه الفضايح بجانب إبنة المراهق أو إبنتة المراهقة وزوجته حاضرة ,,, ولأن الإعلام يؤدي الغرض من منهجيته ورسالته على المدى الطويل ,,, ومع تنوع البرامج المشابهة وإستمرار مشاهدتها تتشكل في نفسية الإنسان ثقافة ونظرة ورؤية لمثل هذه الأعمال حتى تتحول المحضورات إلى عادات وتتحول العادات إلى مسلمات مجتمعية يُفرض علينا التعامل معها كمشكلة مجتمعية بحنكة وذكاء ثم يصل بنا الأمر لأن تصبح منهاج عام ضمن عاداتنا وتقاليدنا ,,, فهذا غيض من فيض ومثال بسيط لآلاف الأفلام وآلاف البرامج وآلاف المسلسلات الهدّامة منها والحاملة رسائل تغريبية وتبشيرية تارات عده تتنافس قنواتنا العربية ومالكوها العرب على شرائها ويتفاخرون على بثها الحصري فإن كانوا يعلمون أنهم ينهجون هذا العمل التخريبي فتلك مصيبة واي مصيبة وإن لم يكونوا يدركون أن رسالتهم الأعلامية تتجاوز حدود الأرباح فالمصيبة أشد وأعظم من الغفلة التي حلت بنا جميعا بدءا من الناشر وصولا إلى المتلقي ,,, فيا ترى هل نجد هناك نهضة تغييرية ذاتية تبدأ من أنفسنا تمتد إلى جميع الشرائح والطبقات في المجتمع العربي المسلم وننتهج منهاج تصحيحي من خلال إنتاج برامج ومسلسلات وحتى أفلام تعكس البيئة الرائعة التي نعيشها والتي يسيرها الدين الإسلامي الحنيف وتعالج لنا مشكلات مجتمعية بعيد كل البعد عن التقليد الغبي والأعمى لكل ما يأتينا من الخارج ,,, والله من وراء القصد ,,, فيا ليت قومي يعلمون ماذا يحاك ضدهم وإلى أي مدى وصلت حياكتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا باقتراحاتكم