السبت، 18 فبراير 2012

اما حان اعمار العراق يا مؤتمر القمة العربية؟

kolonagaza5
السيد محسن الجابري متى يتحقق وعد العرب العتيد بإعادة إعمار العراق، وإعمار ما خربوه ودمره العدوان العسكري عليه، الذي مضى على انتهائه سنوات، ولم يحقق منه العسكر والاحزاب سوى تخريب العراق، وتسوية مبانيه بالتراب، وقتل رجاله ونسائه وأطفاله، وزيادة حقد أهله وشعبه، ومضاعفة عنادهم وإصرارهم على الثأر واستعادة الحق. فقد دمر العسكر والاحزاب عمرانه، ونسف مبانيه، وحرق أشجاره، وهدم معامله ومصانعه، وبعثر آلاتها الصغيرة في التراب، وجعل منها حديداً خردة لا تصلح للعمل والإنتاج، وما زال العراق على حاله ينتظر غيث العرب وضمير مسؤليه ووعد التحالفات الذي لم ينهمر، ومساعداتهم الموعودة التي لم تصل، ومخططاتهم الجديدة التي لم تقر، وخرائطهم المدنية التي لم ترسم، فقط أموال العرب المذخورة للعراق ما زالت عنه ممنوعة، وعن سكانه محجوبة، فلم تحرر بعد شيكاتها، ولم تسيل حساباتها، ولم يدفع منها للصامدين في أرضهم شيئاً، ولا لمن دمرت بيوتهم، وخربت مصالحهم، وفقدوا أحبتهم، وبقي السكان في انتظار أن يتحقق الحلم، وتغدو الأحلام حقيقة، والوعود واقعاً مرئياً وملموساً، وشيئاً باليد محسوساً، يستمتع به سكان العراق، ويدعون الله أن يوفق من منح، وأن يعطي من بذل، وأن يبارك فيمن كان سخي اليد جواد النفس. والمؤتمر المقة العربي الاقتصادي على ابواب بغداد فالعراق في حاجةٍ منذ سنواتٍ طويلة إلى مشروع عالمي عربي وإسلامي صادقٍ غيور، بل إنه في حاجةٍ إلى مشروعٍ عربي اممي حضاري انساني، يهب له المسلمون، ويتصدى له العرب، ويدعمه العالميون، يرفعون رايته، ويعلنون أهدافه وغاياته، ويعدون الخطط الحقيقية للمباشرة فيه، بعزمٍ وإرادةٍ عربية، وغيرةٍ ونصرةٍ إسلامية، وضمير عالمي يجمعون له الأموال، ويقدمون له مما أفاء الله على هذه الأمة، ومنحها من الرزق والعطاء والخيرات ما لم يمنح أمةً أخرى، فالعراق كان قبل الحرب في حاجةٍ ماسة إلى المساعدة والنصرة، وإلى العون والإغاثة بسبب الحصار الاجرامي، وهو إلى العون والمساعدة أحوج بعد العدوان الذي مزق أطرافه، وقضى على خطوط الإنتاج وعوامل الصمود فيه، بعد ما كان الحصار الذي آتى على مخزونه ومكنونه لسنوات الحروب والشدة، ولم يعطِ سكانه الفرصة للتجديد والتطوير وإعادة البناء، بل فرض عليهم استنزاف ما لديهم، وإعادة ترميم ما بين أيديهم، رغم أنه لم يعد يعمل ولا ينتج، ويكلف أكثر مما ينتج ويعطي. يتساءل العراقيون باستغرابٍ كبير قبل ان يسألوا غيرهم ما الذي يمنع العرب من المباشرة في إعمار العراق، وقد أنشأوا من أجله صندوقاً، وأودعوا فيه البالغ بالمليارات، وبشروا سكان العراق بأنهم قادمون، ومعهم المعدات والآليات والجرافات والسيارات والحديد والاسمنت وكل معدات البناء، وأنهم سيعيدون ما خربه العدوان، وسيبنون العراق، وسيجعلونه أجمل مما كان، فهو حاضرة العرب والحضارات والعالم من الخليج العربي الى المغرب العربي، وفيه أقدم مدن التاريخ واولى الحضارات، وعلى أرضه سادت أعظم الحضارات قبل عشرة الاف سنة مسجلة وسكنت أقوى الأمم، فخرم سكان العراق آذانهم، إيذاناً بالقرط الموعود، ولكن شيئاً من هذه الوعود لم تنفذ، ولا يبدو في الأفق القريب والبعيد أنها ستنفذ ... فلماذا ... فهل إسرائيل وايران والارهاب والقاعدة وخلايا الدماء النائمة هي التي تمنع البناء، وتحول دون وصول المدد العربي إلى العراق، وترفض أن يعيش سكان العراق عيشة الكرماء، وأن يكونوا في بيوتهم سعداء، شوارعهم نظيفةٌ ومرصوفة، وبيوتهم مبنية وأنيقة، ومدارسهم مفتوحةٌ ومنظمة، ومساجدهم بالآذان صادحة وبالمصلين عامرة، وكنائسهم بالناقوس معلنة ومعابدهم بالعبادة قائمة أم أن الإدارات المعادية كايران واسرائيل ومعهما الارهاب أمرت أن يتأخر الإعمار، وألا تتم المباشرة به حتى يقبل العراق بشروطها، وينزلوا عند رأيها، ويعترفوا بالتبعية لهم، ويدينوا كل عملٍ وفعلٍ من شأنه الإضرار بكيانهم، وأن يعلنوا البراءة من كل عملٍ يستهدف أمن ايران المستبدة واسرائيل أو مصالحهم، وأن يعلنوا أن خيارهم هو التبعية . أليس قرار الإعمار قرارٌ عربي، صادرٌ عن مؤسسة الجامعة العربية، التي هي بيت العرب جميعاً، والتي تعبر عن دولٍ ذات سيادةٍ وقرار، ويحظى أعضاؤها بتقديرٍ واحترام، ولهم علاقاتٌ ومصالحٌ وارتباطات، ولديهم المال والخيرات، ويستطيعون المساهمة في حل النزاعات وفرض الحلول، ولهم سابقة في إعادةِ إعمار دول ونجدة شعوب ونصرة قياداتٍ وأحزاب. أليست الكويت هي التي تحد العراق، وهي عقدة اتصاله مع الخليج العربي، وقد أصبحت اليوم حرةً عزيزة، أبيةً كريمة، بعد أن نفضت عن كاهلها أثواب الذل والهوان، وانتفضت عمن أذلها ورهن قرارها، وألحقها بمن هو أضعف منها، وجعل منها أداةً ومطية، وجسراً للعبور وبوقاً للتبرير والتمرير، فلماذا تتأخر السعودية اليوم عن فتح حدودها لإدخال كل مواد البناء والتعمير، واحتياجات الإصلاح ومستلزمات الإنتاج والانطلاق، فقد غاب المانعون، وسجن المتآمرون، وحوكم المتاجرون، وجاء المانحون، ولم يبق في ساحة مصر وليبيا وتونس سوى الأحرار الأخيار، فأين فعلهم المخالف، ورأيهم المناقض، وآثار صدقهم الدالة على الثورة والتغيير. أعلنت حكومة الجزائر ودول المغرب العربي أكثر من مرة أنهم مستعدون لتزويد العراق بكل احتياجاته من الحديد والإسمنت الذي يلزم لإعادة إطلاق ورش البناء والتعمير، وأعلنت غيرها أنها جاهزة لتمويل ما يحتاجه العراق من مستلزمات البناء والإنتاج، وأعلنت الاردن عن جاهزيتها لتزويد العراق بكل آليات العمل من شاحنات وجرافات ومختلف لوازم وآليات العمل المختلفة، وغيرهم كثير ممن أبدوا استعدادهم للمساهمة والمشاركة في إطلاق مشروع إعمار العراق. ترى هل يتبدد حلم سكان العراق بإعادة إعمار وطنهم المدمر يا ايها الحاضرو القمة العربية، وهل ينسى عمال العراق ومهندسوه وفنيوه وإداريوه حلمهم في إيجاد فرصة جديدة للعمل قد تمتد لسنوات، وهم الذين أملوا أن يشغلهم مشروع البناء، وأن تستوعبهم ورش الإعمار، وأن يوسعوا على أسرهم وأطفالهم إذا عملوا، وأن ينعشوا اقتصاد قطاعهم إذا انطلقت عجلة البناء، نتمنى ألا يتبدد هذا الحلم، وأن ينطلق بسرعة كبيرة وهمةٍ جبارة ورغبةٍ صادقة، ليصبح حقيقة لا خيالاً، وعملاً على الأرض لا مشروعاً على الورق، وأن يباشر العرب فيه عملهم ليجعلوا من العراق زمردة عربية وقطب رحا العرب، وموناكو إسلامية، وسويسرة عالمية وشامةً في وجنة الامة يعتز بها العراقيون والعرب والحضاريون، وحاضرة خليج عربي يفخر بزيارتها المصطافون العرب وسياحيون العالميون دينيا وآثاريا، ويحرص على المرور فيها بنو البشر جميعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا باقتراحاتكم